عقاب الظالمين. علم الدين على مذهب أهل السنة والجماعة. عقيدة المسلمين

عقابُ الظالِمين. تفسير سورة إبراهيم

إنَّ اللهَ تعالى يُهدّدُ الظالمينَ ويُعلِمُهُم بأنهُ عالِمٌ بما يفعلون لا يخفى عليهِ شىءٌ مِنْ أفعالِهِم وأنه مُعاقبُهُم على قليلِ الظُّلمِ وكثيرِهِ، فالظُلْمُ ظُلُماتٌ يومَ القيامة، وأنَّهُ يؤخّرُ عُقوبَتَهُم ﴿لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ﴾ أي لا تَقَرُّ في أماكنِها مِنْ هَوْلِ ما تَرَى. ﴿مُهْطِعِينَ﴾ أي مُسرعينَ إلى الدَّاعي ﴿مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ﴾ أي رافِعيها ﴿لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ﴾ أي لا يَرجِعُ إليهِم نظَرُهُم فينظروا إلى أنفُسِهِم مِنْ شِدَّةِ الخوفِ ﴿وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء﴾ أي صِفرٌ مِنَ الخير لا تَعِي شيئًا مِنَ الخوف، والهواءُ: الخلاءُ الذي لَم يَشْغَلُهُ الأجرام فَوصِفَ به تشبيهًا.

البروج وحِفظُ السماء من الشياطين - والجبال والمطر. تفسير سورة الحجر

أخبرنا اللهُ سبحانهُ وتعالى بأنه خَلَقَ في السَّـماءِ ﴿بُرُوجًا﴾ أي نجومًا، وهي اثنا عشَرَ بُرجًا كلُّ بُرجٍ عِبارَةٌ عن مَجموعةٍ مِنَ النُّجومِ وهي: الحَمْلُ والعقرَبُ والثَّورُ والميزان والجوزاءُ والسُّنبُلَةُ والسَّرطانُ والأسدُ والقوسُ والحوتُ والجَدْيُ والدّلو. أو هي منازِلُ الكواكبِ السَّبعةِ السيّارة وللشمسِ بيتٌ وللقمرِ بيتٌ ؛ فالحَمْلُ والعقرَبُ بيتَا المَرّيخ، والثورُ والميزانُ بيتَا الزُّهرَةِ، والجَوزاءُ والسُّنبلَةُ بيتَا عُطارِد، والسَّرَطانُ بيتُ القمَر، والأسدُ بيتُ الشَّمس، والقوسُ والحوتُ بيتَا المشتري، والجَديُ والدّلوُ بيتَا زُحَل. سُمّيتِ المنازِلُ بالبروج التي هي القصورُ العاليةُ لأنها لِهذه الكواكبِ كالمنازِلِ لسُكَّانِها، وقالَ الحسَنُ وقَتادَة ومُجاهِدٌ: "البروجُ هي النّجومُ الكِبارُ لظهورِها". ﴿وَزَيَّنَّاهَا﴾ أي السَّماءَ ﴿لِلنَّاظِرِينَ﴾.

خلق الإنسان والجانّ - وأمر الملائكة بالسجودِ لآدم - تفسير سورة الحجر

إنَّ اللهَ تعالى يخبرنا بأنه خلَقَ ﴿الإِنسٰنَ﴾ أي ءادمَ ﴿مِن صَلْصَالٍ﴾ أي طينٍ يابِسٍ غيرِ مطبوخ ﴿مِّنْ حَمَإٍ﴾ أي طينٍ أسودَ مُتغيّرٍ ﴿مَّسْنُونٍ﴾ أي مُصَوَّر، أمرَ اللهُ مَلَكًا فجَمَعَ مِنْ جَميعِ أنواعِ ترابِ الأرض مِنْ أبيضِها وأسوَدِها وما بينَ ذلك، ومِنْ طَيّبِها ورديئِها وما بينَ ذلك، ومِن سَهلِها وحَزْنِها وما بينَ ذلك، فجاءَ بنو ءادمَ على قَدْرِ ذلك ؛ منهُم الأسود ومنهُم الأبيض ومنهُم ما بينَ ذلك، ومنهُم حَسَنُ الخلُق ومنهُم سيىءُ الخلق إلى غيرِ ذلك. يقولُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله تعالى خَلَقَ ءادمَ مِنْ قَبضَةٍ قبَضَها [أي أمرَ الملَكَ أن يَقبِضَها] مِنْ جَميعِ الأرض فجاءَ بنو ءادمَ على قَدْرِ الأرض، جاءَ منهُم الأبيضُ والأحمرُ والأسود وبينَ ذلك، والسَّهلُ والحَزْنُ والخبيثُ والطيبُ وبينَ ذلك" [رواهُ أحمدُ وابنُ ماجه والترمذيُّ والحاكمُ والبيهقيّ]